لم أتخيل يوماً أني سأدوّن على مدونة إلكترونية يراها العالم أجمع. فمنذ عام واحد كنت خريجة بائسة تبحث عن وظيفة وتقاسي ويلات البطالة، وها أنا اليوم أكتب وكلي رضى وتفاؤل كنت طيلة حياتي فتاة عادية مجتهدة مكافحة لا تهتم سوى بدراستها وتحلم بيوم تخرجها وبعملها الذي سيكسبها مكانتها في مجتمعها. وكغيري من الطلاب سِرت في هذا الطريق غافلة عن الكارثة الإقتصادية الحقيقية التي حطمت جميع الخريجين خلال العقدين المنصرمين ودفنت جميع أحلامهم وأضاعت فرحتهم وفخرهم بالرغم من أني تخرجت بشهادة بكلاريوس في علوم وهندسة الكمبيوتر، إلا أنها في الواقع بعيدة كل البعد عن أي تطبيق عملي حديث. فاضطررت أن أبدأ بتثقيف نفسي لأتقن شيئاً عملياً، والأهم أني التفتّ إلى ميولي والتي هَمَّشَتْها الدراسة الجامعية لأجد أن سبيلي الوحيد هو بتنميتها نعم أحببت الحاسوب (الكمبيوتر)، ولكني اكتشفت أنني انجذبت للجانب المرئي والرسومي منه وليس الهندسي والحسابي؛ فموهبتي الحقيقية كما أيقنت الآن هي في التخيل وخلق أفكار جديدة من أشياء موجودة أمامي اكتشفت أني أحب برامج التصميم وليس الحاسوب (الكمبيوتر) ذاته. أحب التقنية وليس صنعها. أحب التفكير وليس التسليم فكانت الكتابة دوما وسيلتي للتعبير عن أفكاري وعما يدور بخاطري، مُذ كنت صغيرة أكتب في مذكراتي عن تفاصيل أيامي -مثلما كنا نكتب جميعا- " ذهبنا اليوم إلى الحديقة وذهبت معنا أمي وخالتي وصديقتها ولعبنا ألعابا كثيرة واستمتعنا كثيرا ثم جلسنا نأكل الطعام الذي أحضرناه معنا. أمي أحضرت ... . شربنا معه العصير، أنا شربت عصير ... وابنة خالتي شربت ... أما ابنة صديقة أمي فقد شربت ... بينما الكبار شربوا الشاي. وبعد أن استرحنا عدنا للعب مرة أخرى حتى جاء الليل وعدنا إلى البيت وكنا متعبين جدا. وكان هذا أجمل يوم في حياتي". كنت في الحقيقة بارعة في التعبير باللغة العربية، ولكنها كانت كتابة غير عملية تملؤها الاستعارات والصور البلاغية التي لا تعطي أي معلومات مفيدة في الجامعة طبعا، كل كلمة تكتبها يجب أن تعطي معلومة، وأي شيء تقرأه يجب أن يوصل فكرة وبأسرع ما يمكن. إضافة إلى أن البحوثات المستمرة علمتني الحكم على المواضيع وسرعة انتقاء المفيد منها ولازلت أقرأ لأستفيد ولكني لم أشعر أبدا بأن لدي شيئا متفردا أقدمه إلا أن رأيت التفاعل المُسعد الذي يصاحب أي موضوع أقدمه من بنات أفكاري ومن حصيلة معلوماتي، وهي كتابات قليلة متفرقة مثل "لن ينقطع النت أبدا" في مجموعة تعلم اللهجة العدنية 2 على الفيسبوك وفي فترة النزوح خلال حرب الحوثي في 2015، كنا نعاني من انقطاع الكهرباء المتواصل ساعات طويلة ومللها فكنت أضطر أخيرا للقراءة للحفاظ على ما تبقى من شحن بطارية الهاتف المحمول، وهو شيء عاد علي بفوائد لا تحصى؛ فقد أعادني لزمن قراءة القصص في طفولتي مختلطة بكتاباتي الساذجة، ولكنها بالنهاية فتحت عقلي وشحذت همتي وأفرزت عن سلسلة من المنشورات على (الفيسبوك) لاقت ترحيبا كبيرا من أصدقائي، لذا قررت ألا تتوقف عند هذا الحد
لذا سأدوّن متى استطعت عن كل ما يثير اهتمامي، وكل ما سيفيد غيري بالتأكيد. وأتمنى أن ينال استحسانكم وأن يكتب الله لي التوفيق في الأمر كله |
نبذة عنيمهندسة كمبيوتر ولكني شغوفة بالتصميم الجرافيكي وامتداده الطبيعي الذي هو مونتاج الفيديو الأرشيف
December 2016
الأقسام |