.رغم تجاوب 14 شخص فقط الا اني لم استغرب النتائج وكانت كما توقعت تماما .فالأغلبية يعرفون المنتديات ولا يرون عيوبها كثيرة إلا القلة التي تعاملت معها ككتابة أو إنشاء .ومن ناحية أخرى قلة هم من يعرفون المدونات ولكنهم تراجعوا وافترضوا أن لها أنواعا وأهمية مثل المنتديات .لذا حاولت تناول الموضوع من أكثر من وجهة لإيفائه حقه، وللقارئ حرية الاختيار المنتديات Forumsهي ببساطة مواقع إلكترونية تمثل مساحة لمرتاديها طرح المواضيع والاستفسارت ومناقشتها والرد عليها. ويحق لأي عضو طرح موضوع أو استفسار أو الانخراط في نقاش - بحسب نوع المنتدى عاما كان أم محدد لغرض معين أو فئة محددة - فجميع الأعضاء على مستوى واحد. ويكفي الاشتراك وتسجيل الدخول للمشاركة والرد. تعتمد المنتديات في أساسها على تفاعل الأعضاء مع المواضيع، فتظهر المواضيع الأكثر تفاعلا غالبا في أعلى القائمة في الصفحة الرئيسية. ولا يمكن نشر هذه المواضيع خارج المنتدى وبالرغم من أهمية المنتديات ودورها الفاعل في جني الفائدة، إلا أن انتهاء هذه المنفعة لا يجعل لوجود المنتدى أي داعٍ. وللأسف، ما زالت المنتديات الأجنبية مستمرة وبقوة بسبب الفائدة التي تقدمها والتطور المستمر في المحتوى والخدمات المقدمة والنقاشات الجادة المثمرة وتبادل الآراء والخبرات، حتى أن البعض يعتبرها مصدرا للرزق أو مركزا للنفوذ لضمان هيمنته مهنيا في عالم الانترنت، وهذا شيء قلما نراه في العالم العربي؛ فالبعض لا يأخذ هذه الأمور بالحسبان (وهذا لا يعني انعدام المنتديات المفيدة وبعض النقاشات الجادة)، ولكن البعض يعتبر المنتدى نشاطا جانبيا يهمله بعد فترة أو طريقة لفرض وجوده وأفكاره و(مجتمعه الضيق) من دون احترام لأي رأي آخر والذي أعتبره أمرا محزنا بالفعل والأكثر إحباطا هو شحة المواضيع الجادة المفيدة الناتجة عن خبرة كاتبها وتجاربه، والذي يؤدي بالضرورة إلى ضعف التعليقات وبُعدها عن أي نقاش حقيقي واقتصارها على "شكرا" و"يسلمووووووووو". (تكلم عن هذا ولاء عصام في خطابه في تيدكس بصنعاء - الرابط في الملف المرفق بالإضافة لمواضيع للقراءة) و من ناحية أخرى نجد أن أغلبية مستخدمي الإنترنت العرب لا يمتلكون كمّاً من المعلومات يمكّنهم من الانخراط في نقاش علمي أو أدبي أو سياسي... جاد، فهناك ضعف في المحتوى الفكري بشكل عام في مختلف المجالات، ما يؤدي بالضرورة إلى تكرار المواضيع فتجد نفس الكلام في جميع المنتديات (والمدونات أيضا) حتى أنك لا تعلم من الذي كتب المقال الأصلي وهذا ظلم كبير. هذا بالطبع إذا لم تكتشف أن الموضوع مأخوذ أصلا من الويكيبيديا ومن دون أن يكلف الكاتب نفسه الإشارة إلى المرجع -إلا فيما ندر-، ففي ويكيبيديا نفسها ترى قائمة المراجع التي استعان بها الكاتب لتدعيم مقاله وإعطائه المزيد من المصداقية وبعيدا عن السلبية ولأكون موضوعية، لا يجوز هنا لوم الأفراد فقط أو المنتديات فقط، فكلنا جزء من مشكلة ضعف المحتوى الفكري. عيب آخر شائع في المنتديات العربية وهو إرغامك على الإشتراك معهم إذا أردت تنزيل ملف أو الاستفادة من رابط بحجة أن كاتب الموضوع قد تعب عليه وأن هذا الإجراء يساهِم في حفط حقوقه (بالأصح حقوق المنتدى وحصرية مواضيعه)، فتقوم أنت بالاشتراك لحاجتك الشديدة للملف لتتفاجأ بشروط تعسفية تطالبك بأن تكون عضوا فعالا في المنتدى أو على الأقل أن تقوم بكتابة موضوع ينشره المنتدى ويكون ذا قيمة وليس مأخوذا من أي مكان آخر، وهو شيء صادم في الحقيقة؛ فبالانشغال في بحوثات الجامعة المرهقة لم يكن عندي أي استعداد للمشاركة والكتابة قسريا للحصول على ملف واحد، فما كان مني إلا أن نفرت من هكذا مصادر في بحوثاتي، فلا أنا استفدت ولا هم استفادوا. وللأمانة، قامت بعض المنتديات مؤخرا بكسب المتابعين والتخلي عن الشروط التعسفية وطلب الاشتراك فقط للحصول على الملفات (وهو تطور هائل في الحقيقة) قاعدة عالمية لدى المدونين: لا بأس من توفير محتوى غير مجاني ويكون إضافة على الموضوع ويشكل فقط 2% من المحتوى، أما 98% من المعلومات يجب أن تكون مجانية. فتكون وفرت المعلومات القيّمة بالمجان ولم تنس مكافأة المتابعين الأوفياء. ويتبقّى لي الحديث عن بعض الكتاب المساكين الذين لا يلاقون حقهم بعد الجهد الجهيد الذي يبذلونه في كتابة بعض المواضيع ليتفاجأوا بالإدارة وقد رفضت الموضوع لأسباب مثل أن الموضوع لا يتوافق مع المحتوى الذي يقدمه المنتدى (من دون وجود ضابط حقيقي واضح للجميع) ما يسبب الإحباط والعزوف عن المنتديات ويجعلها تخسر كتابا جادين يضيفون قيمة حقيقية بموضوعاتهم. ولا أخفيكم سرا أن الكثير من هؤلاء الكتاب يشتكون من تفاعل أعضاء المنتدى مع مواضيع سخيفة بينما الموضوع الجاد لا يجد تفاعلا (هذا إن قُبِل أصلا) ما يجعلنا نشكك في جدية الإدارة نفسها، وهو أمر يجب وضعه بالحسبان قبل الشروع بالكتابة. فهناك إدارة عندها رؤية وجادة في تقديم المحتوى وتسير بمعايير عالية (وهي من تنجح على المدى البعيد)، وهناك بالطبع إدارة تبحث عن الانتشار السريع والوصول لأكبر عدد من الأعضاء بالتركيز على ما يلفت نظرهم (ويتوافق مع محتواهم الفكري) وغالبا ما ينتهي المنتدى ويُغلق غير مأسوف عليه ويفاجأني حقا كمّ المنتديات التي تُنشأ وتُغلق بسرعة قياسية، ويحبطني أن منتدى بُذل فيه جهد كبير من تصميم وإعداد وكسب الأعضاء يتغيب فيه عنصر الاستمرارية وتغيب فيه الخطة الجادة للنجاح على المدى البعيد المدونات Blogsهي أيضا مواقع إلكترونية ولكنها تقتصر على كاتب واحد (أو مجموعة كتاب) ينشرالمواضيع ليستفيد منها الجميع. هذه المواضيع تعكس أفكار وآراء وخبرات الكاتب وما يريد قوله وإيصاله وهو حر فيما يكتب ولا يستطيع أي كان أن يمنعه، كما لا يمكن لأي كان أن ينشر في المدونة ولا أن يبدأ نقاشا مع قراء المدونة إنما يرد ويعلق على الموضوع. فالعلاقة هنا محددة بين الكاتب والقارئ، مثل مُلقي الخطاب والمستمع، فالمتلقّي يستمع للنهاية ثم يسأل إن تُرك له المجال، وإذا ما تطور الأمر لنقاش ينتقل الحضور لمكان آخر أو يتم تحديد وقت آخر ومحاضرة أخرى للإجابة عن التساؤلات الكثيرة، لذلك الهدف في الأساس هو طرح المعلومات وليس النقاش إذا فالمدونات تعتمد على المحتوى الذي يقدمه المدوّن ورؤيته وقوانينه. بالطبع يمكن النشر من قِبَل مدوّن واحد أو فريق مدوّنين في المواضيع المتفق عليها سواء كانت عامة أو مخصصة. وتظهر هذه المواضيع مرتبة من الأحدث إلى الأقدم. ويستطيع أي شخص الولوج إلى المدوّنة وبدأ القراءة بالترتيب أو البحث عن المواضيع إن كانت مرتبة ضمن (فئات) ثم يكتفي بالرد عليها أو مشاركتها بسهولة مع أي موقع تواصل اجتماعي ما يجذب المزيد من المهتمين. لذا تميل المدونات إلى كونها أكثر تنظيما وأقل ضجيجا من المنتديات ويمكن السيطرة على ما يتم نشره واكتشاف الردود المسيئة والفيروسية ومن ثم إزالتها من قبل المدوّن وتكمن أهمية المدونات في كونها حلقة الوصل بين المواقع الإلكترونية وجمهورها؛ فهي الوسيط الذي يصل شريحة معينة من المستخدمين بالمصادر أو المواقع التي تهمهم وتفيدهم، وهي التي تفتش في محتويات الانترنت المتناثرة والتي تكون ذات قيمة لفئة محددة ثم تقدم هذا المحتوى بطريقة مناسبة تدور حول فكرة واحدة (موارد مفيدة لشيء معين، إجابة على تساؤلات معينة، تقديم شرح لتقنية أو لبرنامج معين، أو حتى إضافة لمعلومات المتابعين). وهذا ما أراه جليا في المدونات الأجنبية حيث يتخصص البعض في تقديم موارد مفيدة في مواضيع محددة، مثل أفضل 5 ألعاب للعام الحالي، أو مثلا مدرب رياضي يذكر أفضل الآلات الرياضية في السوق، أو محامي يفيد في الإجراءات لبدأ شركة، أو مصمم أو شيف أو أستاذ... ويتنافسون تنافسا شديدا لعرض الموارد الأكثر إفادة وتقديمها جاهزة بطريقة احترافية للاستفادة منها عوضا عن السؤال في المنتديات وانتظار الإجابة ولا تنحصر المدونات على النص فقط وللذكر، هناك مواقع تسمح لك بإنشاء مدونة بسهولة مثل (بلوجر) التابع لجوجل وهو مجاني تماما أو (ووردبرس) و (جملة) وغيره الكثير. كما توجد مواقع لإنشاء مواقع متكاملة بسهولة وبأسعار متفاوتة أو مجانية تماما.. وسأتحدث عنها لاحقا شخصيا، أشعر أنه مع المدونة هناك حرية أكبر ومساحة أكبر للتنفس والكتابة من دون قيود أو شروط كثيرة خاصة في المدونات الشخصية التي قد يكتب فيها المدوّن عن حياته الشخصية وعائلته أو هواياته وخبراته المختلفة كما يروق له
النتيجة، ليس هناك وسيلة أفضل من الأخرى؛ فإذا كنت تسعى إلى إجابة لاستفسار أو بدأ نقاش فتوجه للمنتديات، وإن كنت تريد أن تتزود بمعلومات معمقة فاذهب إلى المدونات. رغم أن الاثنين استُبدلا -عربيا- بالتواصل الاجتماعي الذي أساسه ليس النقاشات ولا المحتوى! فهو يركز على الاهتمامات بشكل جوهري حيث يجتمع الناس حول ما يهمهم ويكونون مجموعات وصفحات ترعى هذا الاهتمام ويسعون لمتابعتها |
نبذة عنيمهندسة كمبيوتر ولكني شغوفة بالتصميم الجرافيكي وامتداده الطبيعي الذي هو مونتاج الفيديو الأرشيف
December 2016
الأقسام |